أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه سيجدد العقوبات المفروضة على السودان هذا الأسبوع ضمن إستراتيجية جديدة لإدارته للتعامل مع الخرطوم.
وتتلخص الإستراتيجية الجديدة وفق بيان صادر عن البيت الأبيض في تقديم حوافز للحكومة السودانية في حال عملها لتحقيق السلام وتحسين الوضع في دارفور، وإلا فإنها ستواجه مزيدا من الضغوط من قبل المجتمع الدولي.
وأكد أوباما أن الوضع في السودان مرشح لمزيد من الفوضى إن لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة.
حوار شامل
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الإدارة الأميركية وضعت سياسة شاملة للتعامل مع الوضع في السودان تعتمد على حوار شامل وتقديم حوافز ومواصلة الضغوط إذا اقتضى الأمر.
وأشارت إلى أنه فيما يتعلق بدارفور فإن الهدف هو إنهاء الأزمة الإنسانية المتواصلة والتأكد من نزع سلاح المليشيات.
أما بالنسبة للجنوب فإن الهدف هو تنفيذ اتفاقية السلام من خلال انتخابات وطنية واستفتاء لتقرير المصير. وأوضحت أن واشنطن لا تريد سودانا يقدم ملاذا لما سمتهم بالإرهابيين.
هيلاري كلينتون قالت إن واشنطن وضعت سياسة شاملة تجاه السودان (الأوروبية-أرشيف)
وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك مع المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس والمبعوث الخاص إلى السودان سكوت غريشن "لدينا سياسة شاملة تجاه السودان لا يمكننا التعامل مع الوضع بدارفور وجنوب السودان بصورة منفصلة". ودعت إلى إجراء حوار شامل في السودان قبل الانتخابات المقرر إجراؤها العام القادم.
وشددت الوزيرة الأميركية على أن "تقييم التقدم على الأرض والقرار بشأن تقديم محفزات سيعتمد على تغييرات يمكن التحقق منها على الأرض". وقالت إن العقوبات استخدمت في الماضي وسنستخدمها مستقبلا.
كل الأطراف
بدورها قالت رايس إن هذه الإستراتيجية جاءت نتيجة محادثات مكثفة والكثير من العمل الشاق، وقالت إنها تهدف لإحلال سلام دائم في دارفور ودعم تنفيذ اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب.
وأعربت عن استعداد الولايات المتحدة للعمل مع كافة الأطراف من أجل تنفيذ الإستراتيجية الجديدة وفي المقابل "الضغط على أي طرف يفشل في جعل السودانيين يعيشون حياة مستقرة".
أما غريشن فأعرب عن "التزامه بتنفيذ هذه الإستراتيجية الجديدة ما يمكّن السودانيين من إحداث تغييرات لمستقبلهم وأن يكونوا واعين لهذه المهمة". وأكد أن هذا الأمر يتطلب محادثات مع كل الأطراف لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
ويأتي إعلان سياسة الإدارة الأميركية الحالية إزاء السودان ليفتح صفحة جديدة من علاقات البلدين التي خيم عليها التقلب في الفترة الماضية، وتخضع حكومة السودان بالفعل لعقوبات أميركية.
ترحيب سوداني
وفي أول رد فعل رحبت الحكومة السودانية بالسياسة الأميركية الجديدة، وقالت إنها تحوي نقاطا إيجابية "وهي إستراتيجية تفاعل وليس عزلة".
وقال غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني إن عدم وجود تهديد بتدخل عسكري كان مهما ويشكل روحا جديدة، لكنه قال إن حكومته محبطة من أن البيت الأبيض ما زال يستخدم تعبير الإبادة الجماعية "وهو لا يعبر عن الحقائق بدارفور".
يشار إلى أن أوباما وفي حملته الرئاسية في العام الماضي وصف العنف في دارفور بأنه "إبادة ووصمة جماعية تشوب ضميرنا الإنساني والوطني", وأعلن أنه يسعى لتشديد العقوبات على حكومة الخرطوم.
وفي يناير/كانون الثاني السابق قالت كلينتون إن إدارة أوباما تفكر في فرض مناطق حظر جوي وغيرها من العقوبات، ولكن غريشن أبلغ أعضاء في الكونغرس في يوليو/تموز الماضي بأن العقوبات على السودان تؤتي نتائج عكسية وأنه "ليست لديه أي معلومات مخابراتية تبرر إبقاء السودان على قائمة الإرهاب