الموسيقار الدكتور عبدالماجد خليفة في حوارمختلف:
تربيتي الصوفية وسماعي للمدائح كان لها التأثير الأكبر في حياتي
ودمدني رحم ولود للإبداع ولكن مطربيها لا يهتمون بإنتاج الأغاني
الموسيقار عبدالماجد خليفة تأريخ حافل بالألحان الجميلة والغناء الرصين، هو رقم لا يمكن تجاوزه في الغناء السوداني، نال الدكتوراة من معهد الكونسرفوتوار بأكاديمية الفنون بالقاهرة، كوّن مجموعة عبدالماجد خليفة والتي قدمت أروع الأعمال الدينية والوطنية وتخرج منها عدد من المطربين صاروا أرقاماً مثل يوسف الموصلي وحيدر حدربي وحمد البابلي، كان يعمل بالإذاعة السودانية حتى تقاعد وانتقل إلى مدينة ودمدني مسقط رأسه واستقر هناك.. مع الموسيقار د.عبدالماجد خليفة كان لنا هذا الحوار:
حاوره / إيهاب الأمين
* حدثنا أولاً عن رسالة الدكتوراة التي قمت بعملها ومضمونها؟
- كنت قد بدأت في دراسة كورسات قصيرة بمعهد الموسيقا العربية المصغر بالقاهرة ولكن مشكلة اجتياح الكويت من قبل الحكومة العراقية أوقفت الدراسة والتي كانت على يد بروفيسير رتيبة الحفني وكنا مجموعة من الدارسين من دول عربية مختلفة، ولما توقفت الدراسة التقيت بالمؤرخ المصري عبدالحميد توفيق زكي وهو ملحن مصري كبير التقيته في إذاعة وادي النيل بالقاهرة وأخبرني أن المعهد الذي كنت أدرس فيه قد تم استيعابه في أكاديمية الفنون فتقدمت إليه من جديد وعملوا لي فيه إعادة تأهيل وقضيت فيه أربع سنوات أكملت فيها رسالة الماجستير وكانت عن (تمازج السلم الخماسي والشرقي) بعد ذلك بدأت الدكتوراة وكانت في نفس الموضوع.
* نريد أن نعرف مكوّن الدكتور عبدالماجد خليفة وتأثير البيئة والنشأة؟
- والدي الخليفة عبدالرحمن جاء من مدينة دنقلا وصار قريباً من السيد علي الميرغني وكان صوفياً نشيطاً ورثت منه حب القراءة والاطلاع ودخلت الخلوة وكنت أحب الاستماع للأداء الجماعي من الصوفيين في مدح المصطفى (ص) وقراءة المولد وكان لهذا الأمر أثراً كبيراً في تكويني، وكنت استمع لفرقة الإمام محمد عبدالرحمن شاطوط تمارس المديح، واتفق أن العود كان بمنزلنا يمتلكه زوج شقيقتي فتعلمت العزف وأنا صغير في السن وكان عمري لا يتجاوز الرابعة عشرة، وتعلمت البدايات من الملحن إسماعيل عبدالرحيم، وأكلمت تعلم العزف عند ابن عمتي السر محمد فضل ووجدت عنده الفنان محمد الأمين وواصلنا التعلم معاً ودرسنا أبجديات النوتة الموسيقية على يد الأستاذ محمد آدم المنصوري، والغريبة أنني عملت بالإذاعة سنة 1963 بينما أستاذي المنصوري انضم للإذاعة سنة 1973 أي بعد دخولي بعشرة أعوام.
* وبداية نشاطك وتكوين المجموعات؟
- كوّنت أنا وإبراهيم عوض طه والفاتح بلو مجموعة ثلاثي الجزيرة وذلك عقب تكوين ثلاثي العاصمة بعام أو عام ونصف بعد ذلك قمت بعمل ألحان بسيطة وخفيفة مثل (حسدونا ليه في الحب) كلمات محمد الطيب عربي تغنى بها أبوعركي البخيت وثنائي الجزيرة، وأغنية (في خدّو زهر الربيع) كلمات كباشي حسونة وتغنى بها يوسف الموصلي وتم تسجيلها بالإذاعة السودانية، وانتشرت هذه الأغنيات ولما انتقلت من ودمدني إلى العاصمة وجدت هذه الأغنيات قد سبقتني ثم عملت أغنية (ما حصل فارقته دربك) كلمات سيد أحمد مكي تغنى بها مختار أبوسبح قبل أن يغنيها زيدان إبراهيم، ثم اشتهرت أغنية (قومي من بدري) والتي تغنى بها محمد عجاج قبل أن يؤديها أبوعركي البخيت.
* نريد استعراضاً سريعاً لما قدمه عبدالماجد خليفة من ألحان؟
- لحنت وأنا صغير في السن لفنان كبار مثل عبيد الطيب عدد من الأغنيات مثل (ربي يا رحمن يا خالق الأكوان) وأغنية (الدنيا روّاحة)، وأغنية (رسالة النور) للفنان محمد سليمان الهاوي ، و(أغنية للعيد) لعبدالدافع عثمان مع أعمال أخرى، ولحنت للفنانة منى الخير (أبوي شعبتنا روح آمالنا) من كلمات سعد الدين إبراهيم تم تسجيلها للإذاعة سنة 1974، ولحنت لصلاح محمد عيسى (أم درمان أمان) وأغنية (هل من وجهه القمر) للفنان الأمين عبدالغفار وأغنية يا راسي طبعك للفنان عثمان الأطرش وأغنية (الصلات الطيبة وهنية) لمجذوب أونسة وأغنيات كثيرة لعدد كبير من الفنانين من بينها خمس أغنيات للفنانة طيبة الهاشمي سجلت جميعها في الإذاعة، وفنانين مثل عمر إحساس وإسماعيل حسب الدائم والقائمة تطول.
* لم تتعامل مع مطربات بخلاف طيبة الهاشمي ومنى الخير؟؟
- على العكس تغنت لي سمية حسن بأغنية (الاسمو في قلبي)، وأم بلينة السنوسي (مالو لو حبيت)، وحنان إبراهيم (في خاتمي حرفو) وعدد من الأغنيات لحنان بلوبلو مثل (خلاص سيبني وأنساني شوف ليك ريدة تاني) ومن المطربات من الجيل الجديد ثلاث أغنيات للمطربة زهرة مدني وتسع أغنيات للمطربة فهيمة عبدالله وأغنيات لمطربات ودمدني قسمة ونون ونسيبة.
* ما لا يعرفه الناس عن عبدالماجد خليفة أن لك تجربة مع الدراما؟
- نعم، مثلت دور (بلال بن رباح) مع المخرج المصري حسين صلاح نظمي وهو عمل ضخم عن سيرة الرسول (ص) وفي عمل آخر كلفوني بدور النجاشي لكنني فشلت فيه فحولوني وعملت دور مساعده.
* وتجربتك في تقديم البرامج الإذاعية؟
- قدمت عدداً من البرامج في إذاعة وادي النيل بالقاهرة مثل (أغنيات على ضفاف النيل) و(ألوان من الغناء) و(نغم خماسي) وفي إذاعة أم درمان قدمت حلقة واحدة استضفت فيها الشاعر عبدالرحمن الريح والثنائي ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة. في إذاعة ودمدني قدمت برنامج (ذكريات فنية) وحالياً أقدم برنامج (قصة أغنية).
* تجربة تعدها الأكثر تميزاً؟
- لحنت أغنية للفنان الأردني محمد رمزي والذي التقيته في السعودية والأغنية لشاعر سعودي اسمه الصويغ بن جلوي تقول بدايتها (اسرقني بعيونك) سجلها لإذاعة جدة ثم ذهب بها إلى الأردن.
* الموقف الفني في مدينة ودمدني حالياً؟
- استمعت إلى أكثر من مائتي شاعر وأكثر من عشرة ملحنين وأحسبهم جميعاً متميزين في الشعر وفي عمل الألحان، مما يؤكد أن مدينة ودمدني رحم ولود للإبداع ويوجد قرابة مائة وخمسين مطرباً منهم عشرون متميزون ولكن لا يرجى إلا من أربعة أو خمسة لأنهم غير جادين ويلهثون خلف (العدّادات) ولا يهتمون بإنتاج الأغنيات وأظنهم ورثوا هذا الأمر من حسن علي الباشا وهو مغني وصحفي وكان رئيساً لإتحاد الفنانين في ودمدني لكنه كان يقلد صلاح ابن البادية إلى أن مات... وهذه هي المشكلة.
* حدثنا عن تكريمك الذي احتفت به ولاية الجزيرة؟
- لهم الشكر والحب وعظيم التقدير أهل هذه المدينة الرائعة فهم رائعون وخلاقون ويقيّمون الإبداع رغم أنني أرى أنني لم أقدم سوى القليل من دين علي تجاه هذه المدينة الرائدة ولك الشكر أنت المبدع الصديق إيهاب الأمين وأنت تتفوق في كل مجال تطرقه ولصحيفتكم خالص الاحترام.
صحيفة الرائد الجمعة 29/1/2010
