يقوم الفنان المصري سليمان عيد بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن شخص الرئيس الأمريكي باراك اوباما استعداداً لدور البطولة الأول في مشواره الفني، الذي يجسد فيه شخصية أخ مصري من جهة الأب لرئيس الإدارة الأمريكية ذي الأصول الإفريقية.
ويقول عيد في تصريحات لـ"العربية.نت": كان لوجه الشبه بيني وبين الرئيس أوباما بالغ الأثر في ترشيحي للعب هذا الدور من قبل مؤلف العمل حامد سعيد".
فكرة الفيلم الذي لايزال في طور الكتابة نمت إلى المؤلف من خلال مشاهدته لأحد الأفلام التسجيلية عن الرئيس الامريكي أوباما، عندما اكتشف المؤلف أن والد أوباما قام بزيارة إلى مصر قبل أن يتولى نجله الرئاسة الامريكية بسنوات طويلة، فحركت تلك الزيارة الموثقة في العمل التسجيلي فكرة كوميدية في رأس المؤلف، بنى عليها قصة الفيلم التي تبدأ بحسب سليمان عيد بزواج والد أوباما من فتاة مصرية ثم يعود بعدها إلى بلاده، وبمرور الأيام تكتشف الفتاة المصرية أنها حامل في طفل من حسين أوباما، وعلى الرغم من فقدانها الاتصال بوالد طفلها، إلا أنها تقرر تسجيل ثمرة زواجها باسم والده الذي عاد إلى بلاده بلا رجعة.
مهنة متواضعة جداً
ويواصل عيد الحديث عن تفاصيل القصة حينما يقول "بمرور الأيام يكتشف نجل حسين أوباما المصري أنه أخ غير شقيق لرئيس أكبر دولة في العالم، فيعامله من حوله بصورة مختلفة تماماً عن ذي قبل، ففي الوقت الذي كان يعمل فيه الأخ غير الشقيق لأوباما في مهنة متواضعة جداً "لم يُتفق عليها حتى الآن في كتابة السيناريو"، يتحول فجأة إلى شخصية عظيمة".
القصة في مضمونها العام تدور في قالب كوميدي بحت، ولا تمت بصلة للجانب السياسي في حياة أوباما، ولا تتعلق بالسياسة بشكل عام، وإنما تنصب في إطارها العام حول الأخ غير الشقيق لأوباما، وعلاقة المجتمع المحيط به عندما يكتشف مصادفة هوية والده، من خلال استخراجه لبعض المستندات الشخصية ذات الصلة بنسبه، وعندما يواجه والدته تؤكد له هذه الصلة.
حامد سعيد مؤلف العمل السينمائي الذي يدور الحديث عنه، كان قد عرض الفكرة على الرقابة المصرية قبل ثلاثة أشهر من زيارة الرئيس الأمريكي للقاهرة، وإلقائه لخطابه الشهير للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة، ورغم ما أشيع عن أن الرقابة المصرية رفضت الفكرة، أو على الأقل تحفظت عليها، إلا أن سليمان عيد كان له رأي آخر عندما قال: "الرقابة لم ترفض الفكرة ولم تتحفظ عليها، لاسيما أن سيناريو العمل لم يُقدم للرقابة حتى الآن، وإنما كانت مجرد الفكرة فقط، وحتى تحدد الرقابة موقفها من أي عمل فني ينبغي أن تقرأ السيناريو كاملاً، وهو ما لم ينته المؤلف منه بعد".
استيعاب الجينات الوراثية
وأعرب عيد عن قناعته الخاصة بأن سيناريو الفيلم سيحظى بموافقة الرقابة فور عرضه عليها، خاصة انه يدور في قالب كوميدي ولا يتناول شخصية اوباما من قريب أو بعيد، ويعود سبب قراءة عيد عن شخصية اوباما إلى محاولة استيعاب الجينات الوراثية والخصال التي قد تكون عاملاً مشتركاً بين أوباما وأخيه المصري غير الشقيق، بحسب ما تنص عليه قصة الفيلم.
وأضاف: "ربما كان الخلط بين الجانب الكوميدي والسياسي الذي تخيله المتابعون لمرحلة عرض فكرة الفيلم وكتابته، سبباً في الشائعات التي ترددت حول إمكانية رفضه من قبل الرقابة".
وتابع: "الرقابة المصرية واعية وتدرك أبعاد الأعمال الفنية جيداً، ومن المستحيل وفقاً لاعتقادي أن تعترض على عمل فني جيد يخلو من الإسفاف أو الاستخفاف بعقل المشاهد، فكان هناك العديد من الأعمال التي توقع البعض اعتراض الرقابة عليها، رغم ما تحويه من قضايا حساسة، إلا أن جودتها واحتواءها على رسائل هادفة جعلت مقص الرقيب بمنأى عن التدخل فيها أو الحذف من جوهرها الإبداعي".
وقد تخرّج عيد في كلية التجارة عام 1984، إلا انه التحق بالمعهد العالي للسينما وحصل على البكالوريوس منه عام 1990، عندما اكتشف في نفسه بشهادة من حوله ومن شاهدوا مسرحياته في الجامعة، أنه يحمل نواة فنان متميز قادر على أداء الأدوار الصعبة بنجاح، وعن ذلك يقول "بدأت بأدوار صغيرة في بداية مشوار حياتي الفنية، خاصة في الأعمال السينمائية، إلا أن عملي بجوار نجوم الفن خاصة النجم الكبير عادل إمام في أفلام "طيور الظلام، وبخيت وعديلة، والنوم في العسل"، زاد من ثقتي الفنية بنفسي ودفعني إلى الأمام، وكان للفنان عادل إمام دور كبير في ثقل موهبتي واحترافي في ما بعد للتمثيل، فتعلمت منه الالتزام في العمل واحترام المواعيد والتحضير للدور مهما كانت مساحته على الشاشة".