فى بيان وصف بأنه "شديد اللهجة"، عبّر مجمع البحوث الاسلامية، وهو أعلى هيئة فى الأزهر، عن صدمته لما نشر أخيراً عن أحد كبار رجال الكنيسة الأرثوذوكسية بمصر، من طعن على القرآن الكريم وتزييف على علماء المسلمين، الأمر الذى أثار غضب جماهير المسلمين فى مصر وخارجها، واستنكار "عقلاء المسيحيين" في البلاد.فى مصر على وجه الخصوص.
وأكد أعضاء مجمع البحوث الذين عقدوا اجتماعا طارئاً السبت 25-9-2010، برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، لمناقشة تصريحات نائب البابا شنودة وسكرتير المجمع المقدس الأنبا "بيشوى"، أكدوا "أن هذه التصرفات غير المسئولة إنما تهدد فى المقام الأول الوحدة الوطنية فى وقت نحن فى أشد الحاجة لصيانتها ودعمها ".
وكان الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس قد صرح بأن "القرآن الكريم يحتاج الى مراجعة لكنه عاد وأكد أنه لم يقصد الاساءة الى القرآن الكريم، وأن ما طرحه كان واقعة معينة جرى فيها حوار حول آيات تكفير المسيحيين ".
تصرفات "غير مسؤولة"
ونبه مجمع البحوث الاسلامية فى بيان حصلت "العربية نت" على نسخة منه الى أن "هذه التصرفات غير المسؤولة انما تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالميا على الاسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم، مما يوجب على أصحاب هذه التجاوزات أن يرتقوا الى مستوى المسؤولية الوطنية وأن يراجعوا أنفسهم وأن يثوبوا الى رشدهم".
وأضاف البيان "أن رفض مجمع البحوث الاسلامية هذه التصرفات غير المسؤولة انما ينبع أولا من الحرص على أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه وحماية الوحدة الوطنية ومواجهة الفتن التى يمكن أن تثيرها هذه التصرفات التى تهدد أمن الوطن واستقراره".
ويؤكد المجمع على حقيقة أن مصر دولة اسلامية بنص دستورها الذى يمثل العقد الاجتماعى بين أهلها، ومن هنا فان حقوق المواطنة التى علمنا اياها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران والذى قرر فيه أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين هذه الحقوق مشروطة باحترام الهوية الاسلامية وحقوق المواطنة التى نص عليها الدستور.
الأديان السماوية الثلاث
واستطرد البيان "واذا كان عقلاء العالم قد استنكروا فى استهجان شديد اساءة بعض الغربيين للقرآن الكريم فان عقلاء مصر بمفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين مطالبون بالتصدى لأية محاولة تسيء الى الأديان السماوية الثلاثة ورموزها ومقدساتها، كما أنهم مطالبون باليقظة وبتفويت الفرصة على المتربصين بأمن مصر واستقرارها وسلامتها ، وبأن يعتبروا العقائد الدينية للمصريين جمعيا خطا أحمرلا يجوز المساس به من قريب أو بعيد".
وخلال المؤتمر الصحافي الذي تلا فيه البيان، شرح المتحدث الرسمي باسم شيخ الأزهر د. محمد الطهطاوى "أن الطيب دعا الى هذا الاجتماع لأعضاء مجمع البحوث لاعداد هذا البيان السالف حماية للوطن بمسلميه ومسيحييه، وليس طعنا على أى قيادة دينية وأن الهدف من البيان تأكيد أن الأزهر وعلماؤه موجودون يدافعون عن معتقدات الأمة الاسلامية حتى نقطع الطريق على المتربصين والمتطرفين فى استغلال هذه التصريحات وعمل ما لا يحمد عقباه فى لحظة انفعالية ".
وأكد الطهطاوي "أنه لم تجر أى اتصالات حتى الآن بين البابا شنودة وشيخ الأزهر، حول تصريحات نائبه، لكن جرت اتصالات غير رسمية بين بعض أعضاء المجمع ومستشارى البابا وتأكد للأزهر أن هناك اتفاقا عاما فى الكنيسة على رفض تصريحات القيادة الكنسية التى أصدرت هذه التصريحات وأنهم يشتركون معنا فى هذا الاستنكار".