لماذا نختزن أحزاننا؟
لماذا نقضي عُمرنا نفكر في الجروح التي اصابتنا ونحن نمضي في طريق الحياة؟
لماذا لا نعيش حاضرنا ,وننسي الماضي بجراحه, ونتطلع الي المستقبل بما يحمله لنا من صور حلوة ننتظرها ونتوق للقائها؟
إن الانسان بطبعه ميال الي اختزان احزانه .. وهو يعود اليها ويفكر فيها كلما صادفه حادث آلمه .. فالاشجان تُثير الاشجان .. والاحزان تجر الاحزان.. واسوأ مايمكن ان يحدث للمرء ان يعيش في ماضيه الحزين, ولا يذكر من هذا الماضي إلا تلك الصور التي ملأت نفسه بالمرارة, فرسخت في ذهنه وتركت بصماتها في رأسه .!.أليس غريباً أن ننسي اللحظات الحلوة , وما أكثرها , ونتعلق بكل ماهو مؤلم ومرير في حياتنا .. ولكن هكذا الانسان !)) يقول وليام جيمس :- ما اعظم الشبه بين مختزن الاحزان وبين المرء الذي يعيش حياته في
الظلام .. إنه لن يري النور الا إذا نسي احزانه , وافلح في ان يواجه الواقع في الوقت المناسب
وما اكثر الذين غابت عنهم شمس الحياة اعواماً طويلة , ثم اشرقت عليهم فجأة لتنقلهم معها من الظلام الي النور!))