بيت القصيد
إيهاب الأمين
أطفالنا.. فلذات أكبادنا
إيهاب الأمين
أطفالنا.. فلذات أكبادنا
* اتساءل دائماً لماذا لا تجد برامج الأطفال في القنوات الفضائية السودانية الاهتمام اللازم ، ولماذا تكون مجرد إكمال إجرائي للخريطة البرامجية ، ولماذا هذا الظلم لشريحة الأطفال ، وهم الأحق بالاهتمام ، البرامج الموجودة لا تجد الإقبال من أطفالنا ولا تمثل رغباتهم ولا تقدم لهم شيئاً مفيداً ولنضرب مثلاً ببرنامج اسمه (أطفال على الهواء) نشاهده على التلفزيون القومي احتفل الأيام الماضية بإكماله عامين ، عامين من العطاء الضعيف ، تقدمه فتاة اسمها رؤى تاج السر هي ليست طفلة وتبدو ملامحها ناضجة – بغض النظر عن تأريخ ميلادها- بما أن التلفزيون يقدم (صورة) ، رؤى تاج السر تتكلم مثل الأطفال ، فيبدو التناقض الواضح بين كلامها الساذج وصورتها ، فيضيع الإقناع وتتبدد الرسالة المطلوبة من البرنامج.
* لا يوجد ما يمنع أن يقدم شخص كبير في السن برنامجاً للأطفال وكلنا نذكر (تجتوج) ومبدعين آخرين قدموا برامج أطفال عبر الإذاعة السودانية وكانوا مقنعين ، لأنهم يمتلكون مزايا تلفت انتباه الأطفال ولديهم قدرة على اجتذابهم ولأنهم لا يظهرون بغير حقيقتهم ، بينما رؤى تاج السر إذا استبعدنا ملكاتها الضعيفة وطريقة كلامها الساذجة يمكنها المشاركة في تقديم الأخبار الرئيسة بالتلفزيون.
* العزيز مرتضى الطيب أعرفه مخرجاً متميزاً وفناناً صاحب خيال واسع لكنه فشل في قيادة هذا البرنامج.
* لا أعرف التفاصيل الحقيقية (لزعل) صديقنا الأستاذ عبدالوهاب هلاوي بسبب أغنية (شخبط شخابيط) التي نعرفها من خلال الفنانة العربية نانسي عجرم ، وأتمنى أن يكون الحديث الذي تناقلته بعض الصحف لدينا أتمناه أن يكون غير صحيح ، لأن كلمات هذه الأغنية لا تشابه هلاوي لا من قريب ولا من بعيد ، صحيح أن الفكرة تشابه فكرة (بتكتب ليه في الحيطة، الحيطة دي ما كراس) التي تغنى بها سيف الجامعة ، ولكن مثل هذه الأفكار ليست محمية ، فكم من شاعر كتب عن هجر الحبيب أو انتظار لموعد لم يتحقق فهل سيأتي شخص ليقول إن الفكرة فكرته ويمنع الآخرين عن التعبير؟؟؟... يمكن أن تكون الفكرة واحدة ولا ضير لكن تكون المشكلة إذا استعملت نفس الطريقة في التعبير بسرقة أركان من العمل السابق.
* أبعد قليلاً عن الأطفال وأقول إن شعراء العامية السودانية أبدعوا وأجادوا ولكل منهم طعم ولون ، وأنا تعجبني طريقة المبدع الكبير محمد طه القدال الذي تجد في قصائده دراما يعجز عنها صناع الدراما في بلادنا ومفردات تضم شتات كل اللهجات في السودان ، في قصائد القدال نرى السودان بثقافاته المتعددة وأعراقه وألوانه ، التحية لهذا المبدع المتميز الذي رسم بأشعاره لوحات من الجمال وسكب أنهاراً من الروعة ونردد معه:
بقول غنوات بقول غنوات
في البلد البسير جنياتها لي قدام
* ليت المؤسسات الثقافية عندنا تنظم مسابقات لأدب الأطفال تشمل أغنيات لهم – وليس عنهم – وقصائد ، ومن المهم التفريق بين قصائد أو أغنيات للأطفال وقصائد أو أغنيات عنهم ، فأغنية (ربي ما تحرم بيت من الأطفال) هي عن الأطفال وليست موجهة لهم ، بينما (متشكرين ومقدرين) أو (شوفوا دنيتنا الجميلة) أعمال للأطفال توجه رسالتها لأعزائنا الصغار.
* صديقنا الأستاذ يوسف عبدالقادر قدم الكثير لأطفال السودان عبر البرامج الإذاعية ومنح هذا الأمر اهتماماً كبيراً وبذل فيه جهداً وافراً على مدى سنوات طويلة.
* رسالة نوجهها لإدارة التلفزيون القومي ليرحموننا من هؤلاء الأطفال كبار السن الذين يمارسون تعدياً سافراً على اللغة العربية في النشرات الإخبارية والتقارير ، أما البرامج الحوارية فتحتاج لمراجعة شاملة ليس فقط بالتلفزيون القومي ولكن بكل قنواتنا الفضائية.
* لماذا لا يستعين تلفزيون السودان بأطفال حقيقيين ليقدموا لنا النشرات الإخبارية والبرامج بدلاً عن الأطفال كبار السن الذين ظلوا يثبتون فشلهم الذريع يوماً بعد يوم !!!...
* ربنا يكبّر العقول...
eihabs@hotmail.com